الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
49- إنَّهُ لشَدِيدُ جَفْنِ العَيْنِ يضرب لمن يَقْدر أن يصبر على السهر 50- أنْفٌ في السَّماءِ واسْتٌ فِي الماءِ يضرب للمتكبر الصغير الشأن. 51- أنْفُكَ مِنْكَ وَإِنْ كانَ أذَنَّ الَّذنِين: ما يسيل من الأنف من المُخَاط وقد ذَنّ الرجلُ يَذِنُّ ذَنِيناُ فهو أذَنٌّ، والمرأة ذَنَّاء. وهذا المثل مثلُ قولهم: أَنْفُكَ منك وإن كان أجْدَعَ. 52- إِنَّهُ لَخَفِيفُ الشُّقَّةِ يريدون إنه قليلُ المسألة للناس تعفُّفاً 53- إذَا ارْجَعَنَّ شَاصِياً فَارْفَعْ يَدا وروى أبو عبيد "ارْجَحَنّ" وهما بمعنى مَالَ، ويروى "اجرعن" وهو قلب ارجعن وشاصيا: من شَصَا يَشْصُو شُصُوّا إذا ارتفع. يقول: إذا سقط الرجل وارتفعت رجلهُ فاكْفُفْ عنه، يريدون إذا خَضَع لك فكفّ عنه. 54- إِنَّ الذَّلِيلَ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ عَضُدُ أي: أنصار وأعوان، ومنه قوله تعالى: يضرب لمن يَخْذُلُه ناصِرُه. 55- إِنْ كُنْتَ بي تَشُدُّ أزْرَكَ فَأَرْخِهِ أي إن تَتَّكل عليَّ في حاجتك فقد حُرِمْتَهَا. 56- إِنْ يَدْمَ أظَلُّكَ فَقَدْ نَقِبَ خُفِّي الأظَلُّ: ما تحت مَنْسِمِ البعير. والخفُّ: واحد الأخفاف، وهي قوائمه. يضربه المشكّو إليه للشاكي: أي أنا منه في مثل ما تشكوه. 57- أتَتْك بحَائِنٍ رِجْلاَهُ كان المفضَّل يخبر بقائل هذا المثل فيقول: إنه الحارث بن جَبَلَة الغَسَّاني، قاله للحارث بن عيف العبدي، وكان ابن العيف قد هَجَاه، فلما غزا الحارث بن جَبَلة المنذرَ ابن ماء السماء كان ابن العيف معه، فقُتِل المنذر، وتفرقت جموعُه، وأسِرَ ابنُ العيف، فأتى به إلى الحارث بن جَبَلة، فعندها قال: أتتك بحائن رجلاه، يعني مسيرَه مع المنذر إليه، ثم أمر الحارث سيافه الدلامص فضربه ضربةً دقت منكبه، ثم برأ منها وبه خَبَل وقيل: أول مَنْ قاله عَبيدُ بن الأبْرَصِ حين عَرَض للنعمان بن المنذر في يوم بؤسه، وكان قَصده ليمدحه، ولم يعرف أنه يومُ [ص 22] بؤسه، فلما انتهى إليه قال له النعمان: ما جاء بك يا عَبيد؟ قال: أتتك بحائن رجلاه، فقال النعمان: هلا كان هذا غَيْرَك؟ قال: الْبَلاَيا على الْحَوَايا، فذهبت كلمتاه مثلا، وستأتي القصة بتمامها في موضع آخر من الكتاب إن شاء اللّه تعالى. 58- إِيَّاكَ وَأهْلَبَ الْعَضْرَطِ الأهْلَبُ: الكثيرُ الشعر. والْعَضْرَط: ما بين السَّهِ والمذاكير، ويقال له العِجَان، وأصل المثل أن امرأة قال لها ابنها: ما أجِدُ أحداً إلا قهرْتُه وغلبته، فقالت: يا بني إياك وأهْلَبَ العَضْرَطِ، قال: فصرعَه رجل مرة، فرآى في استه شَعْرا، فقال: هذا الذي كانت أمي تحذرني منه. يضرب في التحذير للمُعْجَب بنفسه. 59- أنْتَ كالْمُصْطادِِ بِاسْتهِ هذا مثل يضرب لمن يطلب أمرا فيناله من قرب. 60- أنا ابْنُ بَجْدَتِهَا أي أنا عالم بها، والهاء راجعة إلى الأرض، يقال: عنده بَجْدَةُ ذاك، أي علم ذاك، ويقال أيضاً: هو ابن مدينتها، وابن بجدتها، من "مَدَنَ بالمكان" و "بَجَدَ" إذا أقام به، ومَنْ أقام بموضع علم ذلك الموضع، ويقال: البَجْدَةُ الترابُ، فكأنَّ قولَهم "أنا ابن بجدتها" أنا مخلوق من ترابها، قال كعب بن زهير: فيها ابنُ بجدتِهَا يكاد يُذِيبه * وَقْدُ النهار إذا اسْتَنَارَ الصَّيْخَدُ يعني بابن بجدتها الحِرْبَاء، والهاء في قوله " فيها" ترجع إلى الفَلاَة التي يصفها. 61- إِلَى أُمِّه يَلْهَفُ الَّلهْفَانُ يضرب في استعانة الرجل بأهله وإخوانه والَّلهْفَان: المتحسر على الشيء، واللَّهِيف: المضطر، فوضع اللهفان موضع اللهيف، ولَهِفَ معناه تلَّهفَ أي تحسر، وإنما وصَل بإلى على معنى يلجأ ويفر، وفي هذا المعنى قال القُطَامي: وإذا يُصيبك والحوادثُ جَمَّةٌ * حَدَثٌ حَدَاك إلى أخيك الأوْثَقِ 62- أُمٌّ فَرَشَتْ فَأَنامَتْ يضرب في بر الرجل بصاحبه، قال قُرَاد: وكنت له عَمًّا لطيفا، ووالدا * رَءُوفاً، وأمّا مَهَّدَتْ فأنَامَتِ 63- إِذا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ قال أبو عبيد: معناه مُيَاسَرتَكُ صديقَك ليست بضَيْم يركبك منه فتدخلك [ص 23] الحميَّة به، إنما هو حسن خلُق وتفضّل، فإذا عاسَرَك فياسره. وكان المفضل يقول: إن المثل لهُذَيل ابن هُبَيرة التَّغْلبي، وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم، فقال له أصحابه: اقْسِمْهَا بيننا، فقال: إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا، فعندها قال: إذا عزَّ أخوك فهُنْ، ثم نزل فقسم بينهم الغنائم، وينشد لابن أحمر: دَبَبْتُ له الضَّرَاء وقُلْتُ: أبْقَى * إذا عَزَّ ابنُ عمك أنْ تَهُونَا 64- أخاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لا أَخالَهُ * كَسَاعِ إلَى الهَيْجا بِغَيْرِ سِلاَحِ نصَب قوله "أخلك" بإضمار فعل: أي الزم أخاك، أو أكرم أخاك، وقوله " إن من لا أخا له" أراد لا أخَ له، فزاد ألِفاً لأن في قوله "له" معنى الإضافة، ويجوز أن يحمل على الأصل أي أنه في الأصل أخَوٌ فلما صار أخا كعَصاً ورحىً ترك ههنا على أصله. 65- أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ أول من قاله النابغةُ حيث قال: ولَسْتَ بِمُسْتَبْقِ أخاً لا تَلُمُّهُ * على شَعَثٍ، أيُّ الرجالِ المهذَّبُ؟ 66- أَنا عُذَلَةٌ وَأَخِي خُذَلَة * وكلاَنا لَيْسَ بِابْنِ أمَةٍ يضرب لمن يَخْذُلك وتَعْذِله. 67- إِنَّهُ لَحَثِيثُ التَّوالِي ويقال: لَسَريعُ التوالي. يقال ذلك للفرس، وتواليه: مآخيرُهُ رِجْلاه وذَنَبه، وتَوَالِي كل شيء: أواخره. يضرب للرجل الجادّ المسرع. 68- أّخُوكَ مَنْ صَدَقَكَ النَّصِيحَةَ يعني النصيحة في أمر الدين والدنيا: أي صدقك في النصحية، فحذف "في" وأوصل الفعل، وفي بعض الحديث "الرجُلُ مِرْآة أخيه" يعني إذا رأى منه ما يكره أخْبَره به ونهاه عنه، ولا يوطئه العَشْوَة. 69- إِنْ تَسْلَمِ الْجِلَّةُ فَالنَّيبُ هَدَر الجِلَّة: جميع جَليل، يعني العظامَ من الإبل. والنِّيب: جمع نَابٍ، وهي الناقة المسنَّة، يعني إذا سلم ما يُنتفع به هان مالا ينتفع به. 70- إِذَا تَرَضَّيْتَ أَخَاكَ فَلاَ أَخَا لَك الترضِّي: الإرضاء بجَهْد ومشقة. يقول: إذا ألجأك أخوك إلى أن تترضَّاه وتداريه فليس هو بأخ لك [ص 24] 71- إِنَّ أَخَاكَ لَيُسَرُّ بأنْ يَعتَقلَ قاله رجل لرجل قُتل له قَتيل فعُرِض عليه العَقْل فقال: لا آخذه، فحدَّثَ بذلك رجلٌ فقال: بل واللّه إن أخاك ليُسَرُّ بأن يعتقل، أي يأخذ العَقْل، يريد أنه في امتناعه من أخذ الدية غير صادق. 72- أصُوصٌ عَلَيْهَا صُوصٌ الأصوص: الناقة الحائلُ السمينة، والصُّوص: اللئيم، قال الشاعر: فألفيتكم صُوصاً لُصُوصاً إذا دجا ال * ظلامُ (الظلامُ) وهَيَّابِينَ عند البَوَارِقِ يضرب للأصل الكريم يظهر منه فرع لئيم. ويستوي في الصُّوص الواحدُ والجمع. 73- أخَذَتِ الإِبِلُ أسْلِحَتَها ويروى " رِمَاحَهَا" وذلك أن تسمن فلا يجد صاحبُها من قلبه أن يَنْحَرَها 74- إَنَّهُ يَحْمِي الحَقِيقَةَ، ويَنْسِلُ الوَدِيقَةَ، ويَسُوقُ الوَسِيقَةَ أي يحمي ما تحقُّ عليه حمايتُه، وينسل: أي يُسْرع العَدْوَ في شدة الحرِ، وإذا أخذ إبلا من قوم أغار عليهم لم يَطْرُدْها طَرْداً شديداً خوفاً من أن يُلْحق، بل يسُوقها سَوْقاً على تُؤَدة ثقةً بما عنده من القوة. 75- إِنَّ ضَجَّ فَزِدْهُ وِقْراً ويروى " إن جَرْجَرَ فزده ثقلا" أصلُ هذا في الإبل، ثم صار مثلا لأن تُكَلِّفَ الرجلَ الحاجةَ فلا يضبطها بل يَضْجَر منها فيطلب أن تخفف عنه فتزيده أخرى، كما يقال: زيادة الإبرام، تُدْنيك من نيل المرام. ومثلُه. 76- إنْ أعْيَا فَزِدْهُ نَوْطاً النَّوْطُ: العِلاَوة بين الجُوَالَقَيْنِ. يضرب في سؤال البخيل وإن كرهه. 77- إنَّما يَجْزِي الفَتى لَيْسَ الجَملَُ يريد "لا الجمل" يضرب في المكافأة، أي إنما يَجْزِيك مَنْ فيه إنسانية لا من فيه بهيمية، ويروى "الفتى يجزيك لا الجمل" يعنى الفتى الكَيِّس لا الأحمق. 78- إِنَّما القَرْمُ مِنَ الأفيِلِ القَرْم: الفحل. والأفِيل: الفَصِيلُ يضرب لمن يعظم بعد صغره. 79- إذَا زَحَفَ البَعيرُ أعْيَتْهُ أُذُناهُ يقال: زَحَفَ البعير، إذا أعيا فَجَرَّ فِرْسِنَهُ عَياء، قاله الخليل. يضرب لمن يثقل عليه حمله فيضيق به ذَرْعاً. [ص 25] 80- إحْدَى نَوادِهِ البَكْرِ وروى أبو عمرو " إحدى نواده النكر" النَّدْهُ: الزجر، والنواده: الزواجر. يضرب مثلا للمرأة الجريئة السَّلِيطة، وللرجل الشَّغِب. 81- إنَّما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِل الثَّوْرُ الأبْيَضُ يورى أن أمير المؤمنين عليا رضي اللّه تعالى عنه قال: إنما مَثَلي ومثلُ عثمان كمثل أنوار ثلاثة كنَّ في أَجَمةٍ أبيضَ وأسودَ وأحمرَ، ومعهن فيها أسد، فكان لا يقدِرُ منهن على شيء لاجتماعهن عليه، فقال للثور الأسود والثور الأحمر: لا يُدِلُّ علينا في أَجَمتنا إلا الثورُ الأبيضُ فإن لونه مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكُلُه صفَتْ لنا الأَجمة، فقالا: دونَكَ فكُلْه، فأكله، ثم قال للأحمر: لوني على لونك، فَدَعْني آكل الأسود لتصفو لنا الأجَمة، فقال: دونَكَ فكُلْه، فأكله، ثم قال للأحمر: إني آكِلُكَ لا مَحاَلة، فقال: دني أنادي ثلاثا، فقال: افْعَلْ، فنادى ألاَ إني أكِلْتُ يوم أكِلَ الثورُ الأبيض، ثم قال علي رضي اللّه تعالى عنه: ألا إني هُنْتُ - ويورى وَهَنْتُ - يوم قتل عثمان، يرفع بها صوته. يضربه الرجل يُرْزَأ بأخيه. 82- إنْ ذَهَبَ عَيْرٌ فَعَيْرٌ في الرِّبَاطِ الرِّباط: ما تشد به الدابة، يقال: قَطع الظبْي رِباطَه، أي حِبالته. يقال للصائد: إن ذهب عَيْر فلم يَعْلَقْ في الحِبالة فاقتصر على ما علق. يضرب في الرضا بالحاضر وترك الغائب. 83- إنَّما فُلاَنٌ عَنْزٌ عَزُوزٌ لَها دَرٌّ جمٌّ العَزُوز: الضيقة الإحليل. يضرب للبخيل الموسِرِ. 84- إنَّما هُوَ كَبَارحِ الأَرْوَى، قَلِيلاً ما يُرى وذلك أن الأرْوَى مساكنُها الجبالُ فلا يكاد الناس يرونها سانحةً ولا بارحةً إلا في الدهر مرة. يضرب لمن يرى منه الإحسان في الأحايين. وقوله "هو" كناية عما يبذل ويعطى، هذا الذي يضرب به المثل. 85- أوَّلُ الصَّيْدِ فَرَعٌ الْفَرَعُ: أول وَلَد تنتجه الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك، وكان الرجل يقول: إذا تمت إبلي كذا نَحَرْتُ أول نتيج منها، وكانوا إذا أرادوا نحره زَيَّنُوه [ص 26] وألبسوه، ولذلك قال أوس يذكر أزمة في شدة البرد وَشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الْ * أقْوَامِ سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعَا قال أبو عمرو: يضرب عند أول ما يرى من خير في زَرْع أو ضَرْعٍ وفي جميع المنافع. ويروى: أول الصيد فَرَع ونِصَاب. وذلك أنهم يُرْسِلون أول شيء يصيدونه يتيمنون به، ويروى: أولُ صيدٍ فَرَعَه (فرعه في هذا التفسير: فعل ماض معناه أراق دمه). يضرب لمن لم ير منه خير قبل فعلته هذه. 86- أخَذَهُ أخْذَ سَبعُةٍ قال الأصمعي: يعني أخذ سَبُعَةٍ - بضم الباء - وهي اللَّبُؤة، وقال ابن الأعرابي: أخذ سَبْعَة أراد سَبْعَةً من العدد، قال: وإنما خص سبعة لأن أكثر ما يستعملونه في كلامهم سبع، كقولهم: سبع سَموات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وقال ابن الكلبي: سَبُعة رجلٌ شديدُ الأخذ يضرب به المثل، وهو سَبُعة ابن عَوْف بن ثعلبة بن سَلاَمَان بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوْث. 87- إِنَّما أنْتَ خِلاَفَ الضَّبُعِ الرَّاكِبَ وذلك أن الضبع إذا رأتْ راكباً خالَفَتْه وأخَذَت في ناحية أخرى هرباً منه، والذئب يعارضُه مضادةً للضبع. يضرب لمن يخالف الناسَ فيما يصنعون. ونصب "خلاف" على المصدر: أي تخالف خلاف الضبع (وإضافة خلاف للضبع من إضافة المصدر لفاعله، والراكب مفعوله) 88- إذا نامَ ظالِعُ الكِلاَبِ قال الأصمعي: وذلك أن الظالع منها لا يقدر أن يُعَاظِل مع صحاحها لضعفه، فهو يؤخر ذلك وينتظر فراغ آخرها، فلا ينام حتى إذا لم يَبْقَ منها شيء سَفَد حينئذ ثم نام يضرب في تأخير قضاء الحاجة. قال الحطيئة: أَلاَ طرقَتْنَا بعدَ ما نام ظالعُ ال* كلابِ وأَخْبى نَارَهُ كلُّ مُوقِدِ 89- إِنَّما هُوَ ذَنَبُ الثَّعْلَبِ أصحاب الصيد يقولون: رَوَاغ الثعلب بذَنَبه يميله فتتبع الكلاب ذَنَبه، يقال: أروغ من ذَنَبِ الثعلب. 90- إذا اعْتَرَضْتَ كاعْتِراضِ الهِرَّهْ * أوْشَكْتَ أنْ تَسَقُطَ في أُفُرَّهْ اعترض: افْتَعَلَ من العرض وهو النشاط. والأفُرَّة: الشدة. يضرب للنشيط يغفل عن العاقبة. [ص 27] 91- إِنْ تَكُ ضَبًّا فإنِّي حِسْلُه يضرب في أن يَلْقَى الرجلُ مثلَه في العلم والدهاء. 92- أَخَذَهُ أَخْذَ الضَّبِّ وَلَدَهُ أي أخذه أخذةً شديدة، أراد بها هلَكَته، وذلك أن الضب يحرس بيضه عن الهوامّ، فإذا خرجت أولادُه من البَيْض ظنَّها بعض أحناش الأرض، فجعل يأخذ ولده واحداً بعد واحد ويقتله، فلا ينجو منه إلا الشريد. 93- إِنَّهُ لَصِلُّ أَصْلاَلٍ الصِّل: حية تقل لساعتها إذا نَهَشَت. يضرب للداهي.قال الشاعر (نسبه في الصحاح إلى النابغة الذبياني وفيه "نضناضة بالرزايا" ): ماذا رُزِئْنَا به من حَيَّةٍ ذَكَرٍ * نَضْنَاضَةٍ بالمنايا صِلِّ أصْلاَلِ 94- إذَا أَخَذْتَ بِذَنَبَةِ الضَّبِّ أغْضَبْتَهُ ويروى "برأس الضب" والذَّنَبة والذنب واحد، وقيل: الذَّنبة غير مستعملة. يضرب لمن يُلْجئ غيرَه إلى ما يكره. 95- إِنَّهُ لَهِترُ أهْتَارٍ الهِتْر: العجب والداهية. يضرب للرجل الداهي المنكر. قال بعضهم: الهِتْر في اللغة العَجَب فسمي الرجل الدَّاهِي به، كأن الدَّهْر أبدَعَه وأبرزه للناس ليعجبوا منه، والهِتْر: الباطل، فإذا قيل "فلان هتر" أي من دَهَائه يَعْرِض الباطلَ في معرض الحق، فهو لا يخلوا أبداً من باطل، فجعلوه نفس الباطل، كقول الخنساء: فإنما هِيَ إقْبَالٌ وَإِدْبَارُ* وأضافه إلى أجناسه إشارة إلى أنه تميَّز منهم بخاصية يفْضُلهم بها، ومثله "صِلُّ أَصْلاَل" وأصله الحية تكون في الصّلة وهي الأرض اليابسة. 96- إِنَّهُ لَيُقَرِّدُ فُلاناً أي يَحْتال له ويَخْدَعه حتى يستمكن منه، وأصله أن يجئ الرجلُ بالخِطام إلى البعير الصَّعْب وقد ستَره عنه لئلاَّ يمتنع، ثم ينتزع منه قُرَاداً حتى يستأنسَ البعيرُ ويُدْنِىَ إليه رأسه، فيرمي بالخِطام في عنقه، وفيه يقول الحُطَيئة: لعمرك ما قُرَادُ بني كُلَيْبٍ * إذا نُزِعَ القراد بمستطاع أي: لا يُخْدَعون. 97- الإثْمُ حَزَّازُ القُلوبِ يعني ما حَزَّ فيها وحَكَّها: أي أثَّرَ، كما قيل: الإثم ما حَكَّ في قلبك وإن أَفْتَاكَ [ص 28] الناسُ عنه وأَفْتَوْكَ. والحَزَاز: ما يتحرك في القلب من الغم، ومنه قول ابن سيرين حين قيل له ما أشد الورع فقال: ما أيْسَرَه إذا شككت في شيء فدَعْه. 98- أيُّهَا المُمْتَنُّ عَلَى نَفْسِكَ فَلْيَكُن المَنُّ عَلَيْكَ الامتنان: الإنعام والإحسان، يقال لمن يحسن إلى نفسه: قد جَذَبْتَ بما فعلتَ المنفعةَ إلى نفسك فلا تَمُنَّ به على غيرك. 99- الأَوْبُ أوْبُ نَعَامَةٍ الأوْبُ: الرجوع. يضرب لمن يعجل الرجوع ويُسْرع فيه. 100- إِنَّه لَوَاقِعُ الطَّائِرِ قال الأصمعي: إنما يضرب هذا لمن يوصَفُ بالحلم والوقار. 101- إِذَا حَكَكْتُ قَرْحَةً أدْمَيْتُها يحكى هذا عن عمرو بن العاص، وقد كان اعتزل الناسَ في آخر خلافة عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنه، فلما بلغة حَصْره ثم قَتْله قال: أنا أبو عبد اللّه إذا حككتُ قَرْحَةً أدميتها. روى عن عامر الشعبي أنه كان يقول: الدُّهاة أربعة: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزِياد بن أبِيهِ. 102- إِنَّمَا هُوَ كَبَرْقِ الْخُلَّبِ يقال: بَرْقٌ خُلَّبٌ، وبرقُ خُلَّبٍ بالإضافة، وهما البرق الذي لا غَيْثَ معه كأنه خَادِع. والخلَّبُ أيضاً: السحاب الذي لا مَطر فيه، فإذا قيل: برق الخلب، فمعناه برقُ السحابِ الخلب. يضرب لمن يَعِدُ ثم يخلف ولا ينجز. 103- إِنْ يَبْغِ عَلَيْكَ قَوْمُكَ لاَ يَبْغِ عَلَيْكَ القَمَرُ قال المفضل بن محمد: بلغنا أن بني ثعلبة ابن سعد بن ضبة في الجاهلية تَرَاهنوا على الشمس والقمر ليلة أربع عشرة، فقالت طائفة: تطلع الشمس والقمر يُرَى، وقالت طائفة: بل يغيب القمر قبل أن تطلع الشمس فتراضَوْا برجل جَعَلوه بينهم، فقال رجل منهم: إن قومي يبغون علي، فقال العَدْل: إِنْ يَبْغ عليك قومُك لا يبغ عليك القمر، فذهب مثلاً. هذا كلامه. والبغي: الظلم، يقول: إن ظلمك قومُك لا يظلمك القمر، فانظر يتبين لك الأمر والحق. يضرب للأمر المشهور. [ص 29] 104- إذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ فيكَ مِنَ الْخَيْرِ ما لَيْسَ فِيكَ فَلا تَأْمَنْ أنْ يَقولَ فِيكَ مِنَ الشَّر مَا لَيْسَ فِيكَ قاله وَهْب بن مُنَبه رحمه اللّه. يضرب في ذم الإسراف في الشيء. 105- إذَا اتَّخَذْتُمْ عِنْدَ رَجُلٍ يَداَ فانْسَوْهَا قاله بعض حكماء العرب لبنيه. قال أبو عبيد: أراد حتى لا يقع في أنفسكم الطَّوْل على الناس بالقلوب، ولا تذكروها بالألسنة، وقال: أَفْسَدْتَ بالمنِّ ما أصلَحْتَ من يُسُرِ (بوزن عنق هنا، ويسر بوزن قفل، وهي بمعنى الغنى، والمحفوظ "من نعم") * ليس الكريم إذا أَسْدى بمنَّانِ 106- إِنَّه لَمُنَجَّذٌ أي مُحَنَّك، وأصله من الناجذ، وهو أقصى أسنان الإنسان، هذا قول بعضهم. والصحيح أنها الأسنان كلها لما جاء في الحديث "فَضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه" قال الشمَّاخ: نَوَاجِذُهُنَّ كالحدَإِ الوَقِيع* ويروى "إنه لمنجد" بالدال غير معجمة من النَّجْد وهو المكان المرتفع، أو من النَّجْدَة، وهي الشجاعة: أي أنه مقوى بالتجارب. 107- أكْلاً وَذَمًّا أي يؤكل أكلا ويذم ذماً. يضرب لمن يذم شيئاً قد ينتفع به، وهو لا يستحق الذم. 108- النِّسَاءُ شَقَائِقُ الأَقْوَامِ الشقائق: جمع شقيقة، وهي كل ما يشق باثنين، وأراد بالأقوام الرجالَ، على قول من يقول: القوم يقع على الرجال دون النساء، ومعنى المثل إن النساء مثلُ الرجال وشقت منهم، فلهن مثل ما عليهن من الحقوق. 109- إذا أدْبَرَ الدَّهْرُ عَنْ قَوْمٍ كَفَى عَدُوَّهُم أي إذا ساعدهم كفاهم أمر عدوهم. 110- إِذَا قَطَعْنَا عَلَمَاً بَدَا عَلَمٌ الجبلُ يقال له العَلَم: أي إذا فرغنا من أمر حَدَث أمر آخر. 111- إذا ضَرَبْتَ فأَوْجِعَ وَإِذَا زَجَرْتَ فَأسْمِعْ يضرب في المبالغة وترك التَّواني والعَجْز. 112- إِذا سَأَلَ ألْحَفَ وَإنْ سُئِل سَوَّف قاله عَوْن بن عبد اللّه بن عتبة في رجل ذكره. [ص 30] 113- إنْ كُنْتَ رِيحاً فَقَدْ لاَقَيْتَ إِعْصارا قال أبو عبيدة: الإعصار ريحٌ تهبّ شديدة فيما بين السماء والأرض. يضرب مثلا للمُدِلّ بنفسه إذا صُلِىَ بمن هو أدهى منه وأشدّ. 114- أمْرُ نَهارٍ قُضِيَ لَيْلاً يضرب لما جاء القومَ على غِرَّة منهم ممن لم يكونوا تأهَّبُوا له. 115- أمْرٌ سُرِيَ عَلَيْهِ بِلَيْلٍ أي قد تقدم فيه وليس فَجْأة، وهذا ضد الأول. 116- أمْرَ مُبْكِيَاتِكِ لا أمْرَ مُضحِكاتِكِ قال المفضل: بلَغَنا أن فتاة من بنات العرب كانت لها خالات وعمات، فكانت إذا زارت خالاتها أَلْهَيْنَها وأضحكنها، وإذا زارت عماتها أَدَّبْنها وأّخَذْن عليها، فقالت لأبيها: إن خالاتي يلطفنني، وإن عماتي يبكينني، فقال أبوها وقد علم القصة: أَمْرَ مبكياتك، أي الزمي واقبلي أمر مبكياتك، ويروى "أَمْرُ" بالرفع، أي: أمر مبكياتك أَوْلى بالقَبول والاتباع من غيره. 117- إِنَّ الَّليْلَ طَوِيلٌ وَأنْتَ مُقْمِر قال المفضل: كان السُّلَيْك بن السُّلَكَة السَّعْدي نائماً مشتملاً، فبينا هو كذلك إذ جَثَم رجُلٌ على صَدْره، ثم قال له: استأسِر، فقال له سليك: الليلُ طويل وأنت مقمر، أي في القمر، يعني أنك تجد غيري فَتَعَدّني، فأبى، فلما رأى سُلَيك ذلك الْتَوَى عليه وتسنَّمه. يضرب عند الأمر بالصبر والتأنيّ في طلب الحاجة. 118- إِنَّ مَعَ اليَوْمِ غَداً يا مُسْعِدَة يضرب مثلا في تنقُّلِ الدوَل على مر الأيام وكَرِّها. 119- إِحْدَى لَيَاليكِ فَهِيسِي هِيسِي قال الأموي: الهَيْسُ السيرُ أَيَّ ضَرْب كان، وأنشد: إِحْدى لياليكِ فَهِيسِي هِيسِي * لا تَنْعَمِي الليلَةَ بالتَّعْرِيس يضرب للرجل يأتى الأمر يحتاج فيه إلى الجدّ والاجتهاد، ومثله قولهم: إِحْدَى لياليكِ منَ ابْنِ الْحُر * إذا مَشَى خلْفَكِ لم تَجْتَرّي إِلاَّ بقَيْصُومٍ وشِيح مُرِّ* يضرب هذا في المبادرة، لأن اللصَّ إذا طَرَد الإبلَ ضربها ضرباً يُعْجِلها أن تجتَرَّ. [ص 31] 120- أنَا ابْنُ جَلاَ يضرب للمشهور المتعالمَ، وهو من قول سُحَيم بن وَثيل الرِّياحيّ: أنا ابْنُ جَلاَ وطَلاَّع الثَّنَايَا * مَتَى أضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي وتمثل به الحجاج على منبر الكوفة. قال بعضهم: ابن جلا النهار، وحكى عن عيسى بن عُمَر أنه كان لا يصرف رجلا يسمى بضَرَبَ، ويحتج بهذا البيت، ويقول: لم ينون جلا لأنه على وزن فَعَل، قالوا: وليس له في البيت حجة، لأن الشاعر أراد الحكاية، فحكى الاسمَ على ما كان عليه قبل التسمية، وتقديره: أنا ابنُ الذي يقال له جَلاَ الأمورَ وكشَفها. 121- إِنَّهُ لأَريَضٌ لِلْخَيْرِ يقال: أَرُضَ أَرَاضَة فهو أريض، كما يقال: خَلُق خَلاَقة فهو خَلِيق. يضرب للرجل الكامل الخير، أي: أنه أهلٌ لأن تأتى منه الخصال الكريمة. 122- أخَذَتِ الأَرْضُ زُخَارِيَّها وذلك إذا طال النبتُ والتفَّ وخرج زهره، و "مكان زخَارِيّ النباتِ" إذا كان نبتُه كذلك، من قولهم زَخَر النبتُ، قال ابن مُقْبل: زخَاريّ النباتِ كأنَّ فيه * جياد العَبْقَرِيَّة والقطوع يضرب لمن صَلُح حالُه بعد فساد. 123- إِنْ جَانِبٌ أعْيَاكَ فَلْحقْ بِجانِب يضرب عند ضِيق الأمر والحثِّ على التصرّف، ومثله" *وفي الأرض للحرّ الكريم مَنَادِحُ* أي مُتَّسَع ومرتزق. 124- أنَا إِذَنْ كالخَاتِلِ بالْمَرْخَة المَرْخُ: الشجر الذي يكون منه الزِّناد، وهو يطول في السماء حتى يُسْتَظَلّ به، قالوا: وله ثمرة كأنها هذه الباقلاء. ومعنى المثل: أنا أباديك وإن لم أفعل فأنا إذن كمن يَخْتِلُ قِرْنَه بالمَرْخَة في أن لها ظلا وثمرة ولا طائل لها إذا فتش عن حقيقتها. يضرب في نَفْي الْجُبْن: أي لا أخَافُكَ. 125- أنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُها المُرَجَّبُ الْجُذَيْل: تصغير الْجِذْل، وهو أصل الشجرة. والمحكَّكُ: الذي تتحكك به الإبل الْجَرْبى، وهو عُود ينصب في مَبَارك الإبل تتمرَّسُ به الإبل الْجَرْبى. والعُذَيْق: تصغير العَذْق - بفتح العين - وهو النخلة، والمرجَّب: الذي جعل له رُجْبَة وهي دِعامة [ص 32] تُبْنَى حولَها من الحجارة، وذلك إذا كانت النخلة كريمةَ وطالت تخوَّفوا عليها أن تنقعر من الرياحِ العواصِفِ، وهذا تصغير يراد به التكبير، نحو قول لَبيد: وكلُّ أناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُم * دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرّ مِنْهَا الأنامل يعني الموت. قال أبو عبيد: هذا قول الْحُبَاب بن المنذِر بن الْجَمُوح الأنصاريّ، قاله يوم السَّقيفة عند بَيْعة أبي بكر، يريد أنه رجل يُسْتَشْفَي برأيه وعَقْله. 126- إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ قاله رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقيل له: وما ذاك يا رسول الله؟فقال: المرأةُ الحسناء في مَنْبِتِ السوء. قال أبو عبيد: نُرَاه أراد فساد النَّسَب إذا خيف أن يكون لغير رِشْدَة، وإنما جعلها خضراء الدِّمَن - وهي ما تُدَمِّنُه الإبلُ والغنم من أبوالها وأبعارها - لأنه ربما نَبَتَ فيها النباتُ الحسنُ فيكون منظره حسناً أنيقاً ومنبِته فاسداً، هذا كلامه. قلت: إن "إيا" كلمة تخصيص، وتقدير المثل: إياكم أخصُّ بنُصْحي وأُحَذِّرُكم خضراءَ الدمن، وأدخل الواو ليعطف الفعلَ المقدر على الفعل المقدر: أي أخصكم وأحذركم ولهذا لا يجوز حذفها إلا في ضرورة الشعر، لا تقول "إياك الأسَدَ" إلا عند الضرورة، كما قال: وإياكَ الَمَحايِنَ أن تَحِينَا* 127- إنَّكَ لَعَالِمٌ بِمَنَابِتِ القَصِيصِ قالوا: القَصِيص جمعُ قَصِيصة وهي شُجَيْرة تنبت عند الكَمْأة، فيستدل على الكمأة بها. يضرب للرجل العالم بما يحتاج إليه. 128- إِنَّهُ لأَحْمَرُ كأنَّهُ الصَّرْبَةُ قال أبو زياد: ليس في العَضَاة أكْثَر صمْغاً من الطَّلْح، وصمغه أحمر يقال له: الصَّرْبَة. يضرب في وَصْف الأحمر، إذا بولغ في وصفه. 129- أَنْ تَرِدِ المَاءَ بمَاءٍ أكْيَسُ (ضبط في كل الأصول بضبط القلم على أن "إن" أوله شرطية، وأحسب أن ضبطها على أن تكون مصدرية خير، والتقدير: ورودك الماء ومعك ماء أكيس، ويؤيده تقدير المؤلف في آخر كلامه) أي مع ماء، كما قال تعالى: وقالوا في قوله "أكيس" أي أقرب إلى الكَيْسِ. قلت: هذا لا يصح، لأنك لو قلت "زيد أحسن" كان معناه أن حُسْنه يزيد على حسن غيره، لا أنه أقرب إلى الحسن من غيره، ولكن لما كان الوارد منهم يحتاج إلى كَيْسٍ لخفاء مَوَاردهم قالوا: إذا كان معك شيء من الماء وقصدت الورود فلا تُضِعْ ما معك ثقةً بورودك ليزيد كَيْسُك على كَيْس مَنْ لم يصنع صنيعَكَ، هذا وجه ويجوز أن يقال: إنهم يَضَعون أفعل موضعَ الاسم كقولهم "أشْأَمُ كلِّ امرىء بين فَكَّيه" أي شُؤْم كل امرىء، وكقول زهير * فتنتج لكم غلمان أشأم* أي غلمانَ شُؤْم، فيكون معنى المثل على هذا التقدير: ورودُكَ الماء مع ماء أكيسُ: أي كِيَاسَة وحَزْم. 130- إِنَّمَا أخْشَى سَيْلَ تَلْعَتِي التَّلْعة: مَسِيلُ الماء من السنَد إلى بطن الوادي (لأن من نزل التلعة فهو على خطر أن يجيء السيل فيجرفه)، ومعنى المثل إني أخاف شرَّ أقاربي وبني عمي. يضرب في شكوى الأقرباء. 131- أخَذَهُ بِرُمَّتِهِ أي بجُمْلته، الرُّمَّة: قطعة من الحبل بالية والجمع رُمَم ورِمَام. وأصل المثل أن رجلا دَفَع إلى رجل بعيرا بحَبْل في عنقه، فقيل لكل مَنْ دفع شيئا بجملته: دفَعه إليه برُمّته، وأخذه منه برمته، والأصل ما ذكرنا. 132- إنَّهُ لَمُعْتَلِثُ الزِّنَادِ العَلْث: الخلط، وكذلك الغَلْث بالغين المعجمة، والمثل يروى بالوجهين وأصله أنيعترض الرجل الشجر اعتراضا، فيتخذ زِناده مما وَجَد، واعتلث بمعنى عَلَث، والمعتلث المخلوط. يضرب لمن لم يتخير أبوه في المنكح. 133- إنَّه لأَلْمَعِيُّ ومثله لَوْذَعي. يضرب للرجل المصيب بظنونه، قال أوس بن حجر: الألْمَعِيّ الذِي يَظُنُّ بِكَ ال * ظَّنَّ كأنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا وأصله من لَمَعَ إذا أضاء، كأنه لمع له ما أظلم على غيره. وفي حديث مرفوع أنه عليه الصلاة والسلام قال: لم تكن أمَّةٌ إلا كان فيها مُحَدَّث، فإن يَكُنْ في هذه الأمة [ص 34] مُحَدَّث فهو عمر، قيل: وما المحدَّث؟ قال: الذي يَرَى الرأيَ ويظن الظنّ فيكون كما رأى وكما ظن، وكان عمر رضي الله تعالى عنه كذلك. 134- أيُّ فَتىً قَتَلَهُ الدُّخَانُ أصله أن امرأة كانت تبكي رجلا قَتَله الدخان، وتقول: أيُّ فتى قتله الدخان؟ فأجابها مجيبٌ فقال: لو كان ذا حيلة لتَحَوّل يضرب للقليل الحيلة. 135- إِنّ الغَنِيِّ طَويلُ الذّيْلِ مَيَّاسُ أي: لا يستطيع صاحبُ الغنى أن يكتمه، وهذا كقولهم "أبَتِ الدَّرَاهِمُ إلا أن تُخْرِجَ أعْنَاقَها" قاله عمر رضي الله عنه في بعض عُمَّاله. 136- إِنّ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ ويروى " فَاخْلِبْ" بالكسر، والصحيح الضم، يقال: خَلَبَ يَخْلُبُ خِلاَبة وهي الخديعة. ويراد به الْخُدْعَة في الحرب، كما قيل: نَفَاذُ الرأي في الحرب، أنفذ من الطعن والضرب. 137- إِنَّ أخَا الْهَيْجَاءِ مَنْ يَسْعى مَعَكْ * وَمَنْ يَضُرُّ نَفْسَهُ لِيَنْفَعَكْ يضرب في المساعدة. 138- إنَّي لأَنْظُرُ إلَيْهِ وَإلَى السَّيْفِ يضرب للمَشْنُوء المكروه الطَّلْعَةِ.
|